ظِلُ الأَبِ
الاستاذ ناجي وهب الفرج
( إلَى الأبِ الذي أَفْرَدْنَا لَهُ بَعْضَ الْكَلِمَاتِ الْمُتَوَاضِعَةِ فِي يَوْمِهِ علَّهَا تُوْفِيْهِ حَقَّهُ عَلَيْنَا)
حَمَلَتْ
ذِكْرَيَاتٌ لَنَا
مِنْ حَمْلٍ
مُشْبَعٍ مَضَتْ عَنَّا
وَاخْتَزَلَتْ بَعْدَهَا وَاقِعًا
وَطَفَحَ كَمِيْنُ
طَافَ
عَلَيْنَا ذِكْرَاهُ بِحَمْلِ نَسَائِمٍ
اسْتَوْقَفَتْنَا بَعْدَهَا
بِشَجَنٍ لَنَا
وَغَابَ عَنَّا
فِيْهِ طَرٌّ ثَمِيْنُ
خَيِّمَ
عَلَيْنَا سَكَنٌ
وَعَفَّرَ خَدَّنَا النَّاعِمَ
بِشَوْكٍ بَعْدَهُ
وَنَالَ مِنَّا صَلِفٌ ضَنِيْنُ
نَضَحَتْ
لَنَا أفْئِدَةٌ مِنْ الشَّجَا
غَدَتْ وَلْهَى
وَهَوَى بِفَقْدِهِ طَوْدُ
عِزٍّ كُنَّا نَسْتَظِلُ بِهِ وَ عَرِيْنُ
هُوَ
ذَاكَ الأَبُ الذي تَرَكَ فَقْدَهُ
شَجًا
وَ مُؤصِلًا فِيْنَا أسًا
وَ مُؤنِسًا بِظِلَهِ
يَرْثِيٍهِ ثَاكِلٌ وَ وَتِيْنُ
تَقْرَّحَتْ
مِنَّا جُفُوْنٌ
وَتَقَطَّعَتْ أَوْصَالٌ
وَبَانَ مِنْ بَعْدِهِ
غَثٌّ وَ سَمِيْنُ
لَيْسَ
مِثْلَ الَأبِ
هُوَ دِفءٌ وَعِمَادُ بَيْتِهِ
لَا يَرَقَى لِمَنْزِلَتِهِ
شَبِيْهٌ لَهُ وَ قَرِيْنُ
مَا
كَانَ بِحَضْرَتِهِ
مِنْ مَصَاعِبَ
تَحُوْمُ حَوْلَنَا
قَدْ تَلَاشَتْ بِحِكْمَتِهِ
حَتَّى لَا تَكَادُ تَبِيْنُ
أبِي
يَا زَهْوَ فَخْرِي
وَعُمْقَ أرُوْمَتِي
رَاقَ مِنْي بَراءةُ طُفُوْلَةٍ
أنْتَ رَعِيْتَهَا وَنَفَذَ بِهَا
غَضٌّ غَرِيْنُ