تعجلت الرحيل وعطاؤك لما ينضب

تعجلت الرحيل وعطاؤك لما ينضب
في رثاء المرحوم الحاج جعفر محمد عبدالرحيم  آل نمر
16 مايو 2022م
شفيق محمد المغاسله



 
كان الوالد الحاج محمد بن محمد الشيخ صالح رحمه الله، كما يتوقف أهل الجش عن نسبته للمغاسلة، إذا نزل من قريته الجش للعوامية، لا يبات في بيت صهره والد زوجته الحاج عبد الله محمد مدن النمر، بل يبات بديوان الحاج محمد بن عبدالرحيم النمر، مما يدل على علاقة وطيدة بينهما، وبعد وفاتهما رحمهما الله استمرت علاقة الحاج عبد الرحيم والحاج منصور والحاج جعفر أبناء الحاج محمد عبد الرحيم مع الأخ الأكبر عبدالعظيم بن الحاج محمد الشيخ صالح.

وكان لي نصيب الأسد باستمرار العلاقة بالأخ والأستاذ المرحوم الحاج أبي محمد جعفر محمد عبد الرحيم النمر، وقد توطدت علاقتي به حين عملنا معا في تدريب القدرات بجمعية العوامية الخيرية، والتي كان من ثمرتها صدور الكتاب الذي حمل اسمينا معا وهو (برنامج الأوائل لاجتياز القدرات).

وأنا أفخر كل الفخر برفقة مثله، والاستفادة منه، رفقة وتعلما ونصحا، بل وتأدبا بأدب التعلم والنقاش والتناجي العلمي.
لم أجده متعاليا رغم ما يمتلك من صدق المعلومة، ولا متكبرا حين امتلاكه الطريق الأمثل والأقصر للحل، ووجدته في بعض الأحيان القلائل لا يتكبر على تلقي معلومة جديدة حتى من شخص لا يدانيه علما ومعرفة.

لم يستخدم الأنا، ولم يحجب علما، ولم يتوقف عن العطاء إلى آخر رمق من صحة.

دائم الابتسامة، قليل النقد، وإن نقد لا يصر على تصحيح الوضع المنتقد وينتظر ليتساقط الوضع من حاله، وينكشف عيبه.

تسأله في شتى المجالات فتجد جوابا رزينا علميا مقنعا، أما إذا لم تقتنع، توقف عن الكلام وتفكر في كيفية أخرى لإقناعك، وفي الغالب ينجح. وحينما تغيب المعلومة منه، تجده وبكل تواضع يسارع لمعرفة تلك الناقصة.

رجل بهذه الصفات، ألا تتحسر على فراقه، ألا تفقد منهلا من علم وبابا من فوائد، رحمه الله رحمة الأبرار وحشره مع النبي المختار وآله الأطهار.
الفاتحة
تعجلت الرحيل وعطاؤك لما ينضب
آراء ومقالات