بِلَادِي يَجُوْدُ بِهَا مَا هَوَانِيْ

بِلَادِي يَجُوْدُ بِهَا مَا هَوَانِيْ 
الأستاذ: ناجي وهب عبدالله الفرج

بِلَادِي يَجُوْدُ بِهَا مَا هَوَانِيْ 
يَفِيْضُ لَهَا مِنْ حُرُوْفِيْ مَعَانِيْ 

وَكَمْ زَانَ مِنْهَا رُبُوْعٌ عَدَتْهَا 
بِتِلْكَ الرِّجَالِ وَصَابَتْ أَمَانِيْ 

كَسَاهَا بِمَا قَدْ غَنَاهَا بِزَرْعٍ 
وَفَاحَتْ بِمِسْكٍ شَذَاهُ طَرَانِيْ 

وَقَامَتْ عَلَيْهَا جِنَانٌ سَقَتْهَا 
بِمَاءٍ تَنَامَتْ بِبُعْدٍ مَكَانِيْ 

وَكَمْ طَالَ فِيْهَا بِلَهْفٍ فُؤَادِيْ 
عَلَىْ مَا تَنَامَىْ بِشَوْقٍ شَجَانِيْ

تَرَفُّ بِهَا مِنْ رَوَاحٍ نُفُوْسٌ 
وَيَسْكُنُ فِيْهَا بِجَعْلٍ دَنَانيْ 

وَلَيْسَ تَجُوْدُ دِيَارٌ بِمِثْلٍ
بِمَا قَدْ حَوَاهُ مَكَانٌ حَمَانِيْ 

فَفِيْهَا تَصُوْغُ الْعَرُوْضُ بُيُوْتًا 
لِمَا كَانَ مِنْهَا تَرُوْقُ غَوَانِيْ 

دَرَجْتُ عَلَىْ مَا نَمَاهُ شُعُوْرٌ
عَدَاهُ لِمَا كَانَ مِنْهُ شَجَانِيْ 

وَزَالَتْ هُمُوْمًا عَنَتْنِيْ بِحَمْلٍ 
وَدَامَتْ عَلَيْهَا بِصَفْوٍ صَفَانِيْ 

ونالتْ بِهَا مِنْ هَنَاءٍ جَلَتْهُ 
عَلَىْ مَا ثَنَاهْ بِذِكْرٍ زَمَانِيْ 

ذَكَرْتُ عَلَيْهَا رُفَاتَ كِرَامٍ
حَوَتْهُمْ عِظَامًا وَقَرْحٌ ضَنَانِيْ 

وَصَالَتْ بِهِمْ مِنْ سِقَامٍ تَدَاعَتْ 
مَنَالًا بِمَا نَالَ مِنْهُمْ كَفَانِيْ 

فَلَسْتُ بِنَاسٍ سَرَايَا مَنُوْنٍ
قَفَتْهَا فُصُوْلٌ بِثَبْتِ هَوَانِيْ 

دَرِبْتُ عَلَىْ مَا نَمَتْهُ النَّخِيْلُ 
وَهِمْتُ بِشَمِّ هَوَاءٍ نَدَانِيْ

وَهَبَّتْ بِصَوْبِيْ رِيَاحُ النَّسِيْمِ
تَرُوْحُ وَتَغْدُوْ تَسَامَتْ مَثَانِيْ

فَإِنْ كَانَ مِنْهَا  صَفِيْرًا صَغَتْهُ
وَدِيْعًا شَرَتْهُ بِوَدْعٍ  هَدَانِيْ

بِهَذَا يَدُوْمُ قِيَامٌ بِأُنْسٍ
وَيُبْقِيْ عَلَيْهَا بِوَصْلٍ رَقَانِيْ 

يَدُوْمُ الْوَفَاءُ وَ يَبْقَىْ السَّخَاءُ
يَنَالُ بِعُمْقٍ هَوَاءٌ لَقَانِيْ 

سَتَبْقَىْ بِلَادِيْ مَنَارَ الْعَطَاءِ
عَلَىْ مَا سَمَاهَا بِوِتْرٍ بَنَانِي
بِلَادِي يَجُوْدُ بِهَا مَا هَوَانِيْ
آراء ومقالات