ومضى … كما تمضي النجوم إلى الغياب

ديوانية السدرة

هناك وجوهٌ حين تغيب، لا يغيب معها الأثر. تبقى محفورةً في الذاكرة، كوشمٍ على جبين الزمن، تترك خلفها عبقًا من طيب المعشر، وصدىً من كلماتٍ لم تكتمل.

أبا عادل… كنت معنا قبل عامٍ، تجلس بيننا في ديوانية السدرة، تحيطك الرمال الذهبية، وتنصت إليك الأرواح قبل الآذان. كنت جميل المحيا، هادئ الحضور، حديثك يجري كنبعٍ صافٍ لا تكدره الأيام. سردت علينا مسيرتك، فتألقت الحروف بين أناملك، وكأنك تنسج لوحةً من ضوء، لا تعرف الأفول.

ووعدتنا أن تعود… لكنك لم تأتِ، فكان القدر أسرع إليك، إذ اختارك إلى حيث الرحيل الأبدي، حيث لا مواعيد مؤجلة، ولا لقاءات مرتقبة. رحلت فجأة، كما تمضي النجوم إلى الغياب، تاركًا وراءك قلوبًا يملؤها الحنين، وعيونًا تفيض بالدعاء.

رحمك الله، وأسكنك فسيح جناته، وألبسك من رضوانه ثوب الخلود.

عزاؤنا أنك لم تكن عابرًا في هذه الحياة، بل كنت نسيجًا من النقاء، وحكايةً لا تموت في قلوب من أحبوك. نرفع تعازينا لذويك ومحبيك، سائلين الله أن يجبر كسر الفقد، وأن يربط على قلوبهم بالصبر والسلوان.

“سلامٌ على روحك، وسلامٌ على ذكراك… وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.”
ومضى … كما تمضي النجوم إلى الغياب
آراء ومقالات