هِيَ الْأُمُّ

هِيَ الْأُمُّ

أ.ناجي وهب الفرج 
[إِلَىْ الْأَكُفِّ الَّتِيْ حَمَلتْ وَتَعِبَتْ وَرَبَّتْ وَسَهِرَتْ وَضَحَّتْ بِكُلِّ مَا كَانَتْ تَمْتَلِكُهُ مِنْ صَحَّةٍ وَمَالٍ ،فَإلَىْ كُلِّ أُمٍّ أَنْهَكَتْهَا السُّنُوْنَ ؛نُهْدِيْ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ]

تَرِفُّ الْغُصُوْنُ بِلُطْفٍ وِصَالَا  
وَتُفْضِيْ بِهَا مِنْ بَهَاءٍ جَمَالَا 

حَنَانٌ حَيَاءٌ وَحُسْنُ شُرُوْقٍ
وَعَذْبُ حَدِيْثٍ وَزَانَتْ خِصَالَا 

هِيَ الْأُمُّ كَمْ طَابَ فِيْهَا سِقَامٌ 
هِيَ الْوِدُّ مِنْهَا تَعَنَّتْ حِمَالَا 

بِبِرٍّ وَوَصْلٍ نَنَالُ جِنَانًا  
وَمِنْهَا تَصِيْرُ الْعُزُوْمُ سِجَالَا  

فَكَمْ زَادَ فِيَهَا حَنِيْنٌ بِبُعْدٍ 
خَفَتْهُ بِصَبْرٍ وَعَانَتْ طِوَالَا 

بِهَا مِنْ سِمَاتٍ حَوَتْهَا بِفِعْلٍ 
فَكَانَ لهَا مِنْ خِتَامٍ مَقَالَا 

تَرُوْقُ الْحُرُوْفُ عَلَيْهَا بِنَظْمٍ 
عَلَتْهَا مَكَانًا وَصَابَتْ مَنَالَا 

فَيَا مَنْ تَتُوْقُ لِصَدْرٍ حَنُوْنٍ 
هِيَ الْأُمُّ فِيْهَا تَحِنُّ حِوَالَا 

فَقَدْ كَانَ مِنْهَا بِصَفْوِ الْحَلِيْبِ 
فَرَاقَ لِحُبِّ عَلِيِّ نِهَالَا 

فَطَابَ الشَّرَابُ بِعِشْقٍ رَوَتْهُ
فَرَبَّتْ جِزَالًا وَخَاضُوا نِزَالَا  

تَطُوْفُ بِهِمْ مِنْ ضُرُوْب ِالْحَيَاةِ 
هِيَ الْأُمُّ مِنْهَا تَصُوْغُ رِجَالَا  

وَإِنْ زَادَ فِيْهِمْ بِخَطْبٍ نَزِيْلٍ 
لَقَتْهُمْ بِعَطْفٍ وَهَانَتْ قِفَالَا

رَعَتْهُمْ صِغارًا بِبَدْلِ النَّفِيْسِ
تَزِيْدُ عِيَاءً بِوَخْزٍ قِبَالَا 

فَلَا غَابَ مِنْهَا وُجُوْدٌ حَمَانَا
وَلَا بَانَ مِنْهَا جَفَاءٌ حِيَالَا
هِيَ الْأُمُّ
آراء ومقالات