في مبادرة نوعية تعكس التوجه نحو بناء مجتمع معرفي واعٍ، أطلق مركز التنمية الاجتماعية بمحافظة القطيف برنامجًا تدريبيًا بعنوان "مدخل إلى الذكاء الاصطناعي: مفاهيم وتطبيقات" قدّمه المهندس حسن عبدالله آل لباد، رئيس مجلس إدارة جمعية العوامية الخيرية، مستهدفًا تمكين المشاركين من استيعاب مفاهيم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية في الحياة اليومية.
ويمتد البرنامج على يومين متواصلين، ويُختتم اليوم الخميس، جامعًا بين التأصيل المعرفي والتمارين التطبيقية، حيث تناول تعريف المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، وطرق صياغة الأوامر بفعالية، وإدارة البريد الإلكتروني والاجتماعات الذكية بأساليب تزيد من الإنتاجية وتحسّن الأداء الشخصي والمهني. كما فتح المجال أمام المشاركين للتعرف على استراتيجيات عملية تساعدهم على استخدام الأدوات الذكية بثقة ووعي، بعيدًا عن الاعتماد الأعمى على المخرجات الرقمية.
وتميّزت الدورة بنقاشات حيوية وأنشطة تفاعلية، أبرزها تدريب عملي على 3 خطوات فعالة لحسن التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي:
مرحلة البدء: تحديد الهدف وصياغة دقيقة وواضحة.
مرحلة التحسين: النقد والتحقق من المخرجات.
مرحلة المراجعة: التكيّف مع النتائج والعودة إلى المصادر وضبط التنسيق النهائي.
وأوضح المهندس آل لباد أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية حديثة، بل تحول استراتيجي بدأ منذ خمسينيات القرن الماضي، وأصبح اليوم جزءًا لا يتجزأ من واقعنا. وأكد أن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية تعامل الإنسان مع هذه الأدوات، لا في وجودها، مبينًا أن الاستخدام الواعي هو ما يحفظ للإنسان دوره القيادي أمام التطور التكنولوجي.
ويأتي هذا البرنامج انسجامًا مع جهود المركز في تعزيز المعرفة التقنية، وتمكين الأفراد من أدوات المستقبل، بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويعكس إيمان المركز بأن الوعي الرقمي ليس خيارًا ثانويًا، بل أساسًا لتطوير الفرد والمجتمع نحو مستقبل أكثر إنتاجية وابتكارًا.