مَضَيْتَ نَقِيَّا

بقلم الأستاذ
 ناجي بن وهب الفرج

(رِثَاءُ الْحَاجِ الْمُؤْمِنِ عَلِيّ بِن سَلْمَان بِن مُحْسِن الْفَرَج "أبو مُحْسِن" رَحِمَهُ اللهُ بِرَحْمَتْهِ ، وَصَبَّ عَلَىْ قَبْرِهِ شَآبِيْبَِ رَحْمَتْهِ وَرِضْوَانِهِ) 

حَوَيْتَ نُضُوْجًا صَبَرْتَ مَلِيَّا 
وَأَرْخَتْ عَلَيْكَ بِسَكْنٍ جَثِيَّا 

فَأَنْتَ خِلَاقٌ سَلَكْتَ طَرِيْقًا   
بِدَرْبِ الْحُسَيْنِ هَدَاكَ مُضِيَّا 

رَوَيْتَ لَهُ مِنْ فُيُوْضِ دُمُوْعٍ
رَكَزْتَ بِأُسٍّ مَضَيْتَ نَقِيَّا 

فَإِنْ كَانَ فِيْكَ عَنَاءٌ بَلَاكَ 
فَقَدْ فُزْتَ مِنْهُ بِزَادٍ جَنِيَّا 

أَبَا مُحْسِنٍ قَدْ رَقَيْتَ مَكَانًا 
 وَحِزْتَ عَلَيْهِ بِنَاءً عَلِيَّا 

طَرَقْتَ بِهِ مِنْ رَشَادٍ بِرَكْبٍ
وَعُدْتَ عَلَيْهِ غَدَاهُ ضَوِيَّا 

فَأَنْتَ الرَّزِيْنُ بِعَذْبِ حَدِيْثٍ
وَأَنْتَ الْأَدِيْبُ أَفَضْتَ رُقِيَّا 

فَكَمْ كُنْتَ مِنْهُ تَصِيْغُ مُتُوْنًا
فَزِدْتَ بَهَاءً عَلَيْتَ مُحِيَّا  

فَهَذَا الزَّمَانُ وَعَانَا كُرُوْبًا 
وَأَبْدَىْ لَنَا مِنْ ضُرُوْبٍ بَلِيَّا 

فَكَمْ مِنْ عَزِيْزٍ طَوَتْهُ الْقُبُوْرُ
وَدَارَتْ عَلَيْهِ الْلَيَالِيْ زَوِيَّا 

فَرِفْقًا بِنَا يَا زَمَانَ الْمَآسِيْ 
 فَقَدْ نِلْتَ مِنَّا بِوَعْزٍ كَفِيَّا

فَكَمْ قَدْ بَرَيْتَ لَنَا مِنْ عَزِيْزٍ
تَوَارَتْ بِنَا مِنْ عُزُوْمٍ ثَنِيَّا 

وَعِنْدَ الْوَصِيِّ يَطِيْبُ جِوَارٌ
وَتَسْكُنُ فِيْهِ بِطِيْبٍ نَدِيَّا 

يُزِيْحُ عَلَيْهَا عِظَامَ الصِّعَابِ 
هَنَاكَ بِشُرْبٍ رَوَاكَ رَوِيَّا


مَضَيْتَ نَقِيَّا
آراء ومقالات