مراهقة الستين… والزوجة الثانية!

للكاتب المهندس: عبدالعزيز أحمد الفرج
 
يُقال إن الرجل يمرّ بمرحلتين من المراهقة: الأولى في سنّ الـ15… والثانية في سنّ الـ60، لكنها هذه المرة أخطر، أعمق، وأحيانًا… زوجة ثانية!

في هذه النسخة الرجالية من المراهقة المتأخرة، نجد الرجل الستيني الذي أمضى أربعين عامًا من "العشرة الحسنة الجميلة" مع أم العيال، فجأة يقرر أن قلبه "ينبض من جديد"! لا أحد يعلم ما الذي أيقظ هذا القلب بعد طول سبات، هل هو إعلان عطر رجالي في التلفزيون؟ أم تعليق عابر من إحدى معارفه: "ما شاء الله عليك شباب ما كأنك فوق الستين!"

وهنا تبدأ التحولات: – يمشط شعره إلى الخلف وهو أصلع! – يشتري عطرًا اسمه "رجولة الأندلس"، رغم أن رائحة "فكس" لا تزال تلاحقه! – يشتري ساعة ذكية ولا يعرف كيف يضبط الوقت فيها، لكنه يصرّ أن "الساعة تقول عني كثير"! – وفجأة، يكثر خروجه للمشي… في الأسواق، وفي نفس الممر كل مرة!
ثم تأتي اللحظة العظيمة… يقولها بثقة لا تهتز: "أبشركم… قررت أتزوج!"

تسأله أم العيال التي قضت معه أربعة عقود من الطبخ، والوقوف في الطوارئ، والتعامل مع فواتير الحياة:
"ليه؟ ناقصك شيء؟"
فيرد بثقة المرتبك:
"لا والله… بس قلت أعيش شبابي قبل لا يطير!"

وتبدأ حملة التجميل الداخلية: – يبدأ بـ"الفيتامينات". – يطلب عضوية في النادي رغم أنه لا يستطيع ربط حذائه. – يستشير الطبيب عن "مكملات النشاط"، وكأنه يستعد لأولمبياد المراهقة.
لكن المفاجأة الكبرى حين يكتشف أن "العروس الجديدة" ليست شابة عشرينية كما في أحلامه، بل مطلقة خمسينية تطالبه بدفتر شيكات وسيارة والنكد في جلسات الغروب.

وينتهي الأمر غالبًا بمقولة خالدة، يُقالها بين تنهيدة طويلة وفنجان قهوة مُرّ:
"يا ليتني جلست مع أم العيال… كانت عشرة طيبة!"
وهكذا تنتهي مراهقة الستين، أو تبدأ فصلها الثاني… في عيادة العظام!
مراهقة الستين… والزوجة الثانية!
آراء ومقالات