لُغَةُ الضَّادِ

بقلم الأستاذ / ناجي وهب الفرج

تَعَالَتْ بِشَأنٍ عَلَى مَا عَدَاهَا   
وَكَانَتْ لِمَا قَد بَنَتهُ مَنَارَا 

هِيَ الضَّادُ فِيهَا حَوَتهَا بِحَصرٍ 
بِمَا لَم يَكُن مِنْ مَثِيلٍ غِرَارَا 
 
وَفِيهَا الكِتَابُ حَبَاهَا جَمَالًا 
بِمَا قَد رَوَاهَا، وَزَال عِثَارَا 

تَزِينُ الْحُرُوفُ بِرَسمٍ رَفِيعٍ 
بِنُطقِ النَّبِيِّ ضَحَاهَا جِهَارَا 

وَكَم بَانَ مِنهَا مَعَانٍ رَسَتهَا 
وَدَانَ لَهَا مِن صَحِيحٍ ظِهَارَا  

وَزَاحَتْ غُمُوضًا بِسَوقِ لِسَانٍ 
وَصَارَ الظَّلَامُ بِفُصحٍ نَهَارَا 

وَكَيفَ لَهَا مِن عَرُوضٍ صَفَتهَا 
تَمُوجُ بُحُورٌ تَغُوصُ غِزَارَا 

عَشِقنَا الكَلَامَ بِنَحوٍ وَصَرفٍ 
وَصِرنَا بِمَكنٍ ،وَزِدنَا جِسَارَا   

وَجَارَ الزَّمَانُ بِفَرطٍ عَلَيهَا 
إِلَى أَنْ تَعَالَى وَعَاثَ شَنَارَا 

رَمَاهَا بِحزمِ سِهَامٍ صَلَتهَا 
وَزَادَ عَلَيهَا الغَرِيبُ كِسَارَا  

وَخَابَ بِصُغرٍ لِمَا قَد بَدَاهُ
وَعَادَتْ بِوِسعٍ وَزَالَتْ حِصَارَا

فَمَازَالَ فِيهَا الزِّمَامُ بِرَسخٍ 
لِمَن قَد دَرَاهَا بِعِلمٍ خِيَارَا

فَيَا سَاعِيًا فِي هَوَاهَا غَرَامًا
فَقَد حِزْتَ مِنْهَا بِوَصفٍ بِهَارَا  

تَظَلُّ بِمَا قَد حَوَتهُ صُمُودًا 
بِأَمرِ الْإِلَهِ وَكَانَ قَرَارَا 

تَعُودُ عَلَينَا بِصَفحٍ جَدِيدٍ
تَشِعُّ كَنَجمٍ يَجُوبُ قِفَارَا
لُغَةُ الضَّادِ
آراء ومقالات