لَهِيْبُ الْقَوَافِيْ

بقلم الأستاذ/ ناجي وهب الفرج

بَكَيْتُ بِدَمْعٍ وَفَاضَ هَدِيْرَا 
نَعَيْتُ بِفَقْدٍ فَصَبَّ غَزِيْرَا 

وَأَنَّتْ عَلَيْهِمْ لَهِيْبُ الْقَوَافِيْ
فَحَنَّتْ لِمَاضٍ طَوَاهُمْ هَجِيْرَا 

فَجَالَتْ عَلَىْ خَاطِرِيْ مِنْ عُزُوْمٍ 
تَهَاوَتْ سِرَاعًا فَصِرْتُ حَسِيْرَا 

فَيَا قَلْبُ قَدْ زَادَ فِيْكَ الْحَنِيْنُ
فَأَوْعَىْ الْفِرَاقُ هَوَانِيْ كَسِيْرَا

فَإِنْ عَادَ فِيْنَا الزَّمَانُ بِوَصْلٍ 
فَقَدْ هَاجَ مِنَّا بِوَهْجٍ  وَفِيْرَا

وَهَذَا الْمَكَانُ يَحِنُّ بِزَفْرٍ
يَحُوْمُ بِذِكْرَىْ وَأَبْدَىْ عَسِيْرَا 

فَكُنَّا عَلَيْهِمْ نَرُوْمُ الْمَعَالِيْ
وَكُنَّا بِمَكْنٍ  نَتُوْقُ عَبِيْرَا 

فَمَا زَالَ فِيْنَا الْوَفَاءُ لِصَحْبٍ
وَجَمْعٌ  شَدَانَا وَصَانَ صَغِيْرَا 

فَأَيْنَ الْلَيَالِيْ بِأُنْسٍ حَيُوْهَا  
فَهَذِيْ الْبِيُوْتُ غَدَاهَا صَفِيْرَا 

كَأَنَّ السَّرَايَا بِزُمْرٍ تَرَامَتْ 
بِأَرْضٍ حَوَتْهَا وَأَضْحَتْ حَصِيْرَا

وَعَافَتْ عَلَىْ مَا عَرَاهَا بِكَرْبٍ
قَفَتْهُ بِوَقْعٍ وَأَلْفَتْ مَصِيْرَا

فَلَا عَادَ فِيْهَا رَؤُوْفٌ يَحِنُّ
يَجُوْدُ علَيْنَا وَغَابَ نَصِيْرَا 

وَهَالَ بِنَا مِنْ غِيَابٍ لَفَانَا 
إِلَىْ أَنْ خَفَاهُمْ وَكَانَ نَذِيْرَا 

كَأَنَّ الَحَيَاةَ بِضِيْقٍ تَنَاهَتْ
فَأَلْقَتْ هُمُوْمًا تَعَدَّتْ كَثِيْرَا

لَهِيْبُ الْقَوَافِيْ
آراء ومقالات