لكي لا ينطفئ النور

بقلم الأستاذة / فاطمة الشيخ أحمد 

"كتبت هذه الكلمات بعد أن رأيت كيف يمكن لبعض القلوب أن تُطفئ النور في الأماكن التي خُلقت لتكون نورًا. كانت صرخة من وجعٍ صادق، ورسالة أملٍ بأن نعود لأنفسنا كما أرادها الله.”

لكي لا ينطفئ النور..

أيها المجتمع الحبيب أبصِر النور في قلبك لطفاً... 
لماذا؟ 
أصبحنا في غابة يأكل بعضنا البعض؟
وماذا نستفيد من صراع السلطة والأنا؟! خاصة في الأعمال التطوعية التي ينبغي أن تكون لله خالصة؟!
لماذا؟ ننتظر أن نفقد أحبتنا ويفجعنا القدرُ بهم حتى نعرف قيمة وجودهم في حياتنا؟!
ولا نحاسب أنفسنا على كلماتنا ولساننا المؤذي السليط، الذي لا نشعر به كيف يجمح ويرمي قذائفه كالسموم، فتصيب القلوب وتشعل الضغائن ؟!
لماذا؟ اختفت لغة الحب والسلام والصدق؟ !وسادت لغة النفاق والخداع والوجوه المتلونة؟!
كيف ؟ 
يستطيع الإنسان أن ينام الليل؟ ويتصرف كأنه لم يكن منه شيء؟
متى؟
 تنتهي لغة الضغينة و الأنا التي تفشت للأسف حتى في أقدس الأماكن التي ينبغي أن تكون للإنسان والروح .. سَكن.. وبلسم.. وأمان..
 إلا أنه بسبب تصرفاتنا مع بعضنا البعض، فاحت منها رائحة الأمراض الروحية، فهذا يصعد على حساب الآخر، وذاك يقطع طريق كل من يبادر بعمل الخير والعطاء. 
حتى انفض الناس ونفرت من هذه الأماكن الجميلة المقدسة. 
وحتى من يتجاهل ويصبر على الأذى ويغض الطرف يأتي عليه زمان لم يعد فيه يطيق الصبر، وإن أطاقه جاء الموت ليختلسه من بيننا. 
وهل يختلسُ الموت إلا الأطيبين منا؟ ليرتاحوا في دار السلام هناك حيث (لا تسمع فيها لاغية)"سورة الغاشية: 11".
هل الزمان من تغير ؟ أم الناس تغيرت؟!
إلى أين؟ أيها المجتمع الحبيب.. إلى أين؟
عُــــــد..
إلى الحب والسلام..
وإلى النقاء والصفاء. 
عُــــــد..
أيها الإنسان لفطرتك.. 
قبل أن يأتي الرحيل خلسة وبغتة.. 
لضميرك ووجدانك.. ودع عنك الأذى والأنا. 
عُـــــــد..
إلى فطرتك لتنعش المجتمع من الضغائن والأنا.. 
ولا تنتظر صعقة الموت ولحظة الوداع الأخير، لأنك حينها - لو بكيت دما - وحاولت التظاهر بأنك لم تفعل شيء، فإن ضميرك إن كان حيً لن يدعك. 
عُـــــــد..
لنهج نبي الرحمة (صلَّ الله عليه وآله وسلم) ولا تنساه قدوة (المحبة والسلام). 
وانظر له..  كيف نشر الحُبَّ بالحُبِّ. 
وتعلم منه.. كيف يكون العطاء لله  - فما كان لله ينمو - 
لا للأنا و البقاء.. لأنك لن تبقى (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) "الرحمن:27". 
فالنور لا ينطفئ ما دام في القلوب خيرٌ، وفي الأرواح صدقٌ مع الله. اللهم توفنا ومن فُجِعنا فيهم برحمتك واشف صدورنا وأرواحنا.. بنظرة من لطفك وحنانك.. وحبك وسلامك.. 
فأنت السلام ومنك السلام.. وإليك الحُبُّ والسلام.
لكي لا ينطفئ النور
آراء ومقالات