قَفْرُ الدِّيارِ

بقلم الأستاذ / ناجي وهب الفرج

عَزَمْتُ الرَّحِيْلَ لِمَاضٍ حَوَانَا
وَطِرْتُ عَلَيْهِ غَدَاةَ صِبَانَا

فَإِنْ مَا جَفَانَا حَبِيْبٌ يُدَاوِيْ
عَلَتْنَا الْهُمُومُ بِكَلْفٍ كَفَانَا

ذَكَرْتُ عَلَيْهِ شُمُوْخًا بِعَالٍ
بِدَارٍ حَوَتْنَا تَفِيْضُ حَنَانَا

بِهَا مِنْ حُمَاةٍ وَقَوْنَا بِدِفءٍ
إِلَى أَنْ كَبُرْنَا حَبَوْنَا أَمَانَا

تَزُوْلُ الصِّعَابُ بِرَأَيٍ حَصَيْفٍ
إِذَا مَا عَرَتْنَا بِعَوْزٍ غَثَانَا

بِجُنْحِ الظَّلَامِ نَلُوْذُ بقَبْسٍ
يُنِيْرُ لَنَا مِنْ ضِيَاءٍ حَمَانَا

وَنَصْحُو قُبَيْلَ الشُّرُوْقِ بِجَدٍّ
نُسَارِعُ فِيْهِ لِدَرْبٍ مَشَانَا

وَنَمْضِيْ إِلَى مَا سَدَاهُ بِقَسْمٍ
نُزِيْلُ لَنَا مِنْ شُحُوْبٍ عَرَانَا

نَحِنُّ لَهُمْ مَا عَلَتْنَا الْهُمُوْمُ
نَطِيْبُ بِأُنْسٍ وَشَغْفٍ رَوَانَا

فَمَالِيْ أَرَاهُمْ غِيَابًا بِجَبْرٍ
حَوَتْهُمْ قُبُوْرٌ بِأَسْرٍ لَوَانَا

طَوَاهُمْ تُرَابٌ خَفَاهُمْ تِبَاعًا
كَأَنَّ الزَّمَانَ بِفَقْدٍ كَوَانَا

نَظَلُّ عَلَىْ مَا سَلَكْنَا بِثَبْتٍ
إِلَى أَنْ نَجُوْزَ طَرِيقًا شَقَانَا
قَفْرُ الدِّيارِ
آراء ومقالات