جمال الناصر - القطيف اليوم
شدَّ الرّوائي محمد زين الدين آل ربح، المُنحدر من بلدة العوامية رحاله، ممتطيًا صهوة خياله باتجاه التنمر على الضعفاء، والتناقض الموجود في الطبيعة البشرية، في إصداره الثالث الذي جاء في قالب روائي اختار له عنوان: "سفاح الجبل الأسود"، والذي احتضن 224 صفحة، وكانت طباعته ذاتية من دون الرجوع إلى دار نشر.
وأكدّت الأحداث في الرّواية أنَّ الجمال، يأتي في كون المرء إنسانًا في معناه الحقيقي.
من الصفر..
وحده لا يُعد قيمة، ولكن عندما يُضاف إلى غيره من الأرقام، يكون له قيمة، إنَّه الصفر، يتحدث آل ربح عن بداياته في الكتابة، موضحًا أنَّ صديقه الكاتب عبد العزيز السيهاتي، قال له ذات يوم: "جميعنا نبدأ من الصفر يا صديقي"، مُعلقًا: "إنَّ هذه الكلمات، والتي أراها منهجًا، جاءت من شفتي السيهاتي لتحفزني على نسج كتابي الأول، كما منحتني العزيمة والإرادة في البدء".
وأشار إلى أنَّ السيهاتي، كان يُشرف عليه في بدايته، يُعلمه كيف يبدأ، وكيف يُتقن الانتهاء، وكيف يخلق الحبكة الدّرامية، وكيف يشوِّق القارئ، يقول: "لقد علمني أنه ليس كل شيء يُكتب، وأننّي إذا أردت الكتابة، ينبغي أن تخرج الكلمات من القلب؛ لتسكن في ذات القارئ، ويتفاعل معها".
وذكر أنَّ الانطلاقة الأولى دائمًا ما تجيء صعبة، والمحاولة والخطأ هي الأنجح طريقة إلى النجاح، ناصحًا: "لا تدع أحدًا يقتل أحلامك، فأنت من يحلم، وأنت من يُحققه".
عالم خيالي..
وأوضح آل ربح أن روايته "سفاح الجبل الأسود"، من نسج الخيال، كونها فكرة اجتاحت كيانه، وتفاعل معها؛ لينسجها على القرطاس.
وبين أنَّها تتخذ من الغموض والتحقيق مسارًا دراميًا، حيث تتكلم عن سفاح الجبل الأسود، الذي يختطف الفتيات الصغار ويقتلهنَّ، ثم يُلقي بجثثهنَّ، مُشيرًا إلى أن "الجبل الأسود"، هو المكان الذي تحدث فيه الجرائم، وجاء من نسج الخيال.
وقال: "إنَّ الغريب في الأمر، وما يُثير الدَّهشة أنَّ سبب الموت، هو الموت الطبيعي لجميع الضحايا، وذلك من خلال أنَّ القاتل مجهول الهوية والجنس، لم يره أحد من أهل القرية، ولا تُوجد آثار خنق أو سُموم، أو حرق من آثار القتل، بقدر أنَّهم يُبصرون الموت".
عن الكاتب..
الرّوائي محمد آل ربح، خريج جامعة الملك فيصل بالأحساء، معلم لمادة اللغة الإنجليزية، ومحبًا للشعر العربي الفصيح، ولقراءة الرّوايات، وكذلك مُشاهدة الأفلام الوثائقية عن الطبيعة بشكل عام، وعن البحار بشكل خاص.
صدر له ثلاث روايات؛ الأولى: رواية "كُنتِ لي كل شيء، والثانية: "بيت الساعة"، والثالثة: رواية "سفاح الجبل الأسود".