عَوْدُ الصَّوَافِيْ

بقلم الأستاذ / ناجي وهب الفرج

فَيَا قَلْبُ لَا رَاحَ مِنْكَ الْأَنِيْنُ
وَلَا غَابَ فِيْكَ بِطُوْلٍ حَنِيْنُ

وَهَاجَتْ بِنَفْسٍ شُجُوْنٌ تَدَاعَتْ
وَعَادَتْ بِذِكْرَىْ وَصُبْحٍ يَبِيْنُ

مَلَاهَا بِشَوْقٍ عَلَىْ مَا وَعَاهَا
وَزَادَتْ بِنَفْسٍ وَفَاضَ خَزِيْنُ

كَأَنَّ الْهُمُوْمَ بِصَوْبٍ حَوَتْنَا
وأَلْفَتْ بِرَفْدٍ طَوَاهَا ضَنِيْنُ

سُنُوْنٌ مَضَتْ فِيْ دِيَارِ الْحِمَالِ
فَنِمْنَا بِدِفْءٍ رَوَاهُ سَفِيْن

فَيَا دَارُ أَنْتِ رِوَاءٌ يَفِيْضُ
وَأَنْتِ شِفَاءٌ يَطِيْبُ مَعِيْنُ

بَلَابِلُ فِيْهَا تَصُوْغُ لِحَانًا
فَيَجْرِيْ لَهَا مِنْ نِشَادٍ يَزِيْنُ

تَرِفُّ عَلَيْهَا بِصَفْقِ جَنَاحٍ
شَدَتْهَا بِصَوْتٍ غِنَاهُ طَنِيْنُ

يَلِفُّ بِهَا مِنْ سُكُوْنٍ بِرَغْدٍ
يَزِيْدُ حَنانًا حَمَاهُ عَرِيْنُ

فَكَمْ كَانَ فِيْهَا أَرِيْجًا هَوَانَا
زَكَانَا بِهَا مِنْ رِوَاحٍ ثَمِيْنُ

فَيَا لَيْتَ فِيْهَا تَعُوْدُ الصَّوَافِيْ
فَتَلْقِيْ عَلَىْ مَا خَفَاهُ دَفِيْنُ

فَآهٍ لِمَا كَانَ فِيْهَا بِعَذْبٍ
فَآبَ عَلَيْنَا بِجَذْبٍ وَتِيْنُ
عَوْدُ الصَّوَافِيْ
آراء ومقالات