بقلم الأستاذ شفيق محمد المغاسلة
يعرّج التاريخ ويسرد عن مسار تأسيس الجمعيات بوطننا الغالي المملكة العربية السعودية أن جمعية سيهات الخيرية تعد أول جمعية خيرية على مستوى المملكة إذ كان تأسيسها غير الرسمي على يد رجل الخير الحاج عبد الله بن سلمان المطرود رحمه الله وثلة من المؤمنين وقد كان هذا قبل تأسيس وزارة العمل والشؤون الاجتماعية 1380 هـ التي تحولت أخيرا لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
لم تكن بلدة العوامية ببعيدة عن جو هذا النشاط والحراك الخيري، وإن كان المشهور تاريخيا أن جمعية سيهات كانت السباقة في ذلك، فقد بدأ تاريخ النشاط الخيري في بلدة العوامية منذ فترة قد تكون قبل أو بنفس الفترة التي بدأها أهالي سيهات الكرام ، وهذا ما يعكس التنافس الخيري بين مدن القطيف وقراها و التسابق في هذا المجال .
سواءً كانت سيهات أولاً أم العوامية، فنجد العوامية لها أسبقية في عمل الخير والسعي لخدمة الوطن والاسهام في تنميته، وكل ذلك يصب في رفع مستوى جودة الحياة وديمومتها.
نذكر في هذا المجال دلائل الأسبقية من قبيل "أول من" - أمثلة وليست حصرا-:
فقد كان الأستاذ عبد الله أبو عبدالله – رحمه الله -، أقدم حامل شهادة عليا، تتال بعده الآلاف من حملة الشهادات العليا من أبناء وبنات هذه البلدة الطيبة.
كما جاءت أول نحالة مرخصة في القطيف وهي سكينة الزاهر.
وحقق نادي السلام، تاريخيا، أن صار أول بطل في تاريخ بطولة كرة السلة 3×3 لدرجة الشباب.
وتعد جمعية العوامية أول من بدأ بتدريب رائز الأهلية المدرسي1 و رائز الأهلية المدرسي2 لطلبة الثانوية العامة المقبلين للتقدم لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وكان ذلك قبل ظهور المركز الوطني للتقويم و القياس ببضع سنين، اللذان تحول اسمهما فيما بعد إلى: اختبار القدرات العامة واختبار التحصيلي إلى أن تقرر تعميمهما لمعظم الجامعات بالمملكة، كشروط أساسية للقبول ، بل أصبحت هذه التجربة معممة على مستوى الخليج بصفة عامة.
وها هي العوامية تكون أول من أجرى اجتماع الجمعية العمومية غير العادية والتصويت على بنودها حضوريا وعن بعد، وتم استخراج نتائج التصويت للحضور إلكترونيا بدقة و صدق وموضوعية .
ومن جهة أخرى فقد كان التنظيم راقيا ومنظما لأبعد حد، وهذا ما عكس مدى الرضا الكبير من الناس.