ذكرى فاجعة حريق القديح الأليمة

بقلم الأستاذ / محمد سعيد الدبيسي
٧ سبتمبر ١٩٩٩م

تطل علينا ذكرى فاجعة العرس الدامي، رأيت أن أستحضرها بإعادة نشر القصيدة للتعبير وجدانياً عن المأساة ولأخذ الحيطة والعبرة مما حدث. 

تعريف للحدث:
الحريق نشب في خيمة معدة لحفل زفاف في الليلة المشؤومة من يوم الأربعاء ليلة الخميس 15 ربيع الثاني 1420 الموافق 28 يوليو 1999 في الساعة 10:40 مساء.

نتج عن الحريق 69 حالة وفاة في الإحصائية الأولى ثم ارتفع العدد إلى 76 حالة وفاة بسبب كثرة الإصابات البليغة بأكثر من 400 حالة إصابة من 100 أسرة وفق الأحصائية منها (120) حالة دخلت المستشفى قسم  العناية المركزة.

وفيما نقل عن سبب الحريق، حدث إلتماس كهربائي في سلك المكيف المنصوب خلف كوشة العروس لتشتعل النيران في الكوشة ومن ثم يسقط سقف الخيمة الملتهب بالنيران التي أحرقت في عشر دقائق عشرات الأجساد جميعها من النساء والأطفال، وقد نقل المصابون بالإخلاء الطبي للعلاج في عدد من المستشفيات ذات الإمكانات المتطورة في مناطق المملكة فيما نقلت تسع حالات للعلاج خارج المملكة، يذكر أن أكثر من 100 ألف مشيع حضر تشييع جثامين الضحايا من أبناء القديح وبلدات محافظة القطيف ومن مدن محافظات المملكة و دول الخليج المجاورة.
 
..........  خضاب و رماد  .........
 
يالوقع المصاب في الأعضاء 
حين دُكَّ السماعُ بالأنباء
 
إستراعت لهوله كل نفسٍ
مُد تناهى ما جرى في المساء
  
خيمة العرس والمعازيم تترى 
بلفيف من الأهل والأقرباء 
 
أحتفلن معاً والأناشيد تتلى
والنفوس مفعومةٌ بانتشاء 
 
بين شوق وغبطة وابتهاج
وقع الخطب ياله من شقاء
 
ذهبت في الحريق سبعون نفساً
كشموع تذوب بعد ضياء
 
سامها  الويل سوم حرق وذعر
مزج العرس بالشجى والعزاء
 
من يجس الحريق يأبى اصطباراً 
كيف بالنار و لضى الإكتواء 
 
لم يراعِ  الحريقُ طفلاً صغيراً
أو عروسًا بزينة الحناء
 
ويح  قلبي لمن تناغي رضيعاً
وسط النار لم تفز بالفداء
 
إنني في الحتوف أعجز وصفًا
كيف يفضي  الهنا إلى  البأساء
 
نسأل الله  أن يجيرَ الثكالى 
بمزيدٍ من الرضا في البلاءِ 
 
حسبنا بالأله في كل قول 
إن للصابرين خير جزاء
 
ياجراح القديح صبراً جميلاً
إنه خير بلسم وشفاء
 
مطلب الصبر بات أمراً  ملحاً
فابتغوا أسوة من الحوراء
 
باعتقادي أن ذلك حقاً
إنهم سجلوا  من الشهداء

* ألقيت هذه القصيدة آنذاك في  حفل التأبين الشعري الذي أقيم في أربعينية الحدث الأليم.
البوم الصور
ذكرى فاجعة حريق القديح الأليمة
آراء ومقالات