تَجَلَّىْ بَهَاءً

بقلم الأستاذ ناجي وهب الفرج

تَجَلَّىْ بَهَاءً بِزَهْوٍ عَلَاهُ 
وَدَانَتْ عَلَيْهِ غُصُوْنٌ وَصِيْلَا
 
وَكَمْ جَاوَزَتْ مِنْ مُتُوْنٍ مَزَايَا 
وَزَانَتْ عَلَيْهِ صِفَاتٌ عَدِيْلَا
 
‏وَمَنْ مِثْلُ طَهَ شَبِيْهٌ يُجَارَىْ 
نَعَتْهُ السَّمَاءُ بِفَجْعٍ عَوِيْلَا
 
حَرِيٌّ بِنَا أَنْ نُقِيْمَ النِّوَاحَ 
لِخَيْرِ الْبَرَايَا وَنَبْكِيْ طَوِيْلَا
 
هُوَ الصِّدْقُ مَا جَادَ فِيْهِ سِوَاهُ 
هُوَ الْخَيْرُ مَا عَادَ بَعْدُ مَثِيْلَا
 
تَمَامُ الْخِلَاقِ بِوَصْفٍ وَفِعْلٍ 
رَوَاهَا بِأُنْسٍ وَصَارَ نَزِيْلَا
 
فَآهٍ لِطَهَ لِمَا قَدْ وَعَاهُ 
وَآهٍ لِشَمْلٍ بَنَاهُ جَلِيْلَا
 
بَكَاكَ كِتَابٌ بِمَا قَدْ حَوَاهُ  
وَأَضْحَىْ بِفَقْدٍ تَلَاشَىْ ظَلِيْلَا
 
فَيَا بَانِيًا مِنْ صُرُوحِ كَمَالٍ 
فَقَدْ صِرْتَ فِيْهَا بِوَضْعٍ حَلِيْلَا
 
غَدَاهُ بِوَقْعٍ بِمَا لَمْ يَكُنْ مِنْ 
حَقِيْقٍ تَلَاهُ بِرُزْءٍ نَفِيْلَا

تَرَكْتُ الْخِيْارَ لِأَمْرٍ عَظِيْمٍ 
وَسِرْتُ لِرَكْبٍ وَأَفْضَىْ دَلِيْلَا
 
عَلَيْنَا تَصُوْلُ الْبَلَايَا بِوَصْبٍ 
وَفِيْهَا تَرُوْحُ بِصَبْرٍ قَلِيْلَا
 
بِنُوْرٍ لِطَهَ تَزُوْلُ الصِّعَابُ
وَتَنْمُوْ قِفَارٌ وَتَصْبُوْ سَبِيْلَا
 
إِلَيْهِ تُسَاقُ الْمَعَالِيْ بِسَبْقٍ 
وَتَبْقَىْ رُبُوْعٌ غَنَتْهَا حَصِيْلَا

فَرَاحَ الرَّسُوْلُ بِأَمْرِ الْإِلَهِ 
وَزَانَتْ سَمَاءٌ وَكَانَتْ بَدِيْلَا
 
يَدُوْمُ بِخُلْدٍ بِمَا قَدْ بَنَاهُ 
يَجُوْدُ سَخَاءً وَيَهْدِيْ جَمِيْلَا
 
تَعَلَّتْ نُفُوْسٌ لِمَا بَانَ مِنَهَا 
بِرَغْدٍ وَهَزَّتْ عَلَيْهَا هَدِيْلَا
 
وَعَتْهُ قُلُوْبٌ بِدَرْبٍ مَشَتْهُ 
وَصَارَ  بِأَرْضٍ هَوَاءً عَلِيْلَا
تَجَلَّىْ بَهَاءً
آراء ومقالات