الدكتور عبدالله آل زايد: بين صيام مريض السكلر والعلاج الجيني.. قرارات تُغيّر الحياة

شارك ابن العوامية الدكتور عبد الله آل زايد مع مجموعة من الأطباء المتخصصين في علاج فقر الدم المنجلي في ندوة إلكترونية بعنوان "صيام مريض السكلر والعلاج الجيني: ثورة علمية قد تغير حياة المرضى إلى الأبد"، حيث تناول النقاش الذي ضم البروفيسور سلام الكندي من سلطنة عمان، والبروفيسور محمد ياسين من قطر، والدكتور جعفر آل طوق من البحرين، أبرز الاحتياجات الصحية التي يجب مراعاتها لمرضى أمراض الدم الوراثية قبل صيام شهر رمضان المبارك وأثناءه، إضافة إلى الحالات التي لا يُنصح لها بالصيام نظرًا لاحتمال تأثرها صحيًا.

وذكر الدكتور عبد الله آل زايد أن التعميم بشأن القدرة على الصيام من عدمها أمر صعب جدًا، فالمرضى ليسوا سواء. وأوضح قائلًا: "لدي مريض أخبرني بأنه بدأ الصيام في شهر شعبان، ولاحظ تحسنًا في صحته بفضل الصيام، بينما مريض آخر تم تنويمه في المستشفى بعد أسبوع واحد فقط من بدء الصيام".

وأكد أن الأمر يعتمد على استعداد المريض الصحي، والمجهود الذي يبذله أثناء النهار، والاستعدادات التي يقوم بها خلال الليل للتغلب على الجفاف، إضافةً إلى حالته الصحية العامة وما إذا كان يعاني من أمراض أخرى أم لا، لذلك شدد على ضرورة استشارة الطبيب المعالج قبل اتخاذ قرار الصيام.

أوضح البروفيسور سلام الكندي أن قرار الصيام يعتمد على ثلاثة أطراف هم المريض والطبيب ورجل الدين، مشيرًا إلى أهمية استشارة طبيب مختص على دراية بطبيعة المرض والمريض، وأضاف أن العديد من المرضى يرغبون في تجربة الصيام، لكن الطبيب قد ينصحهم بعدم ذلك بسبب حالتهم الصحية واحتياجهم إلى شرب الماء بشكل متكرر، مؤكدًا على ضرورة الموازنة بين احتياجات المريض الصحية وبين وجود رخصة شرعية تجيز له الإفطار عند الحاجة.

من جانبه، استعرض الدكتور جعفر آل طوق الفحوصات الطبية اللازمة لتقييم قدرة المريض على الصيام، موضحًا أن الأمر يعتمد على عدة عوامل، أبرزها حدة المرض ومدى قدرة المريض على تحمل الصيام، كما يتم فحص وظائف الكلى للتأكد من قدرة المريض على الصيام دون مضاعفات، إضافة إلى التجربة الشخصية للمريض مع الصيام والتي تحدد مدى تحمله للصيام بناءً على حالته الصحية.

وأشار البروفيسور سلام الكندي إلى أن العديد من المرضى يرغبون في الشعور بالأجواء الروحانية للشهر الفضيل، وأن بعضهم قادرون على الصيام، خاصةً الذين لديهم مستويات مرتفعة من الهيموجلوبين، لكنه شدد على ضرورة مراعاة الحاجة إلى شرب كميات كافية من السوائل، كما لفت إلى أن تأثير الصيام على المرضى يظهر بشكل أوضح في نهاية الشهر، حيث يكون أثره الصحي أكبر مقارنة ببداية رمضان، مشيرًا إلى أن بعض المرضى قد يمرون بأزمات صحية تمنعهم من الصيام.

أكد الدكتور جعفر آل طوق على ضرورة شرب كميات كافية من الماء والسوائل بشكل متفرق طوال الليل ليستفيد الجسم منها بأفضل طريقة، كما نصح بتأخير وجبة السحور إلى وقت قريب من الفجر لتقليل عدد ساعات الصيام قدر الإمكان، بينما شدد البروفيسور سلام الكندي على أن وجبة السحور يجب أن تكون غنية بالفواكه مع تجنب الأطعمة المالحة التي قد تسبب الجفاف، كما أوصى بتناول الأدوية خلال السحور مع شرب كميات كبيرة من الماء، وتجنب المنبهات التي تزيد من الشعور بالعطش أثناء الصيام.

تطرق البروفيسور سلام الكندي إلى العلاج الجيني موضحًا أن هناك طريقتان رئيسيتان للعلاج، الأولى تتمثل في زراعة الخلايا الجذعية حيث يتم جمع الخلايا الجذعية من المريض ومعالجتها في المختبر، حيث يتم إدخال جين معدل باستخدام فيروس ثم إعادة زرعه في جسم المريض ليبدأ في إنتاج خلايا سليمة، بعد ذلك يخضع المريض لعلاج يهدف إلى إزالة الخلايا الجذعية المريضة واستبدالها بالخلايا المصححة حيث تبدأ في النمو داخل الجسم وتختفي الأعراض تدريجيًا بعد أسبوعين أو أكثر، أما الطريقة الثانية فتعتمد على تصحيح الجين المعطوب، حيث يتم تجميع الخلايا الجذعية من المريض ثم يتم تصحيح الجين المسؤول عن المرض في المختبر واستبداله بجين طبيعي أو بجين قادر على إنتاج الهيموجلوبين الجنيني بنسبة أعلى مما يساعد في تقليل الأعراض.

أوضح الدكتور جعفر آل طوق أن العلاج الجيني ليس مناسبًا لكل المرضى، ويتم تحديد مدى أهليتهم له وفقًا لعوامل متعددة منها عمر المريض حيث يجب التأكد من عدم وجود موانع طبية تحول دون استخدام العلاج، إضافة إلى حالة المريض الصحية، فبعض المرضى الذين لا يعانون من نوبات متكررة قد لا يكونون بحاجة للعلاج الجيني، كما تعتمد التقييمات على تحاليل مخبرية تشمل مستويات الهيموجلوبين ونسبة الصفائح الدموية ووظائف الكلى والكبد وبعض الفحوصات الإشعاعية، حيث يتم اعتماد العلاج بناءً على الوضع الصحي لكل مريض على حدة.

الدكتور عبدالله آل زايد: بين صيام مريض السكلر والعلاج الجيني.. قرارات تُغيّر الحياة
أخبار عامة