بقلم الأستاذ/سعود آل سعيد
العوامية - خيرية العوامية
من خلال تتبع بعض القنوات والمواقع الإلكترونية والإخبارية، لوحظ هناك خلط ما بين مفهومي الإعلام والإعلان وأدواتهما وأهداف أي منهما ورسالته إلى الفئات المستهدفة، وفي السطور القليلة التالي نمر سريعاً نحو مفهوم ما عنواناه أعلى هذه المقالة..
مصطلحا الإعلان والإعلام
- الإعلان: عبارة عن الأداة التي يتم من خلالها إيصال ونقل المعلومات والحقائق والانطباعات، ويهدف لبناء السمعة وزيادة اهتمام المستهدف والثقة بالمنتج أو الخدمة والحصول على أكبر عدد ممكن من الجمهور، وفي مفهوم الإعلان ،وليس بالضرورة يكون المعلن هو نفس مالك المنتج، فقد يكون الإعلان لجهة خارج إطار المنظومة الإعلامية، وهذا يقودنا إلى الأهمية بمكان بالإشارة إلى مفهوم "الدعاية" والتي هي جزء أو بالأصح مرحلة من مراحل الإعلان،،.
إذاً ما هي الدعاية ؟..
- الدعاية: هي تسويق وترويج لمنتج أو خدمة تستهدف شريحة معينة من الأشخاص بواسطة الإعلان طبعاً، هدفها خلق الوعي لدى المستهلك وإقناعه باقتناء المنتج أو الخدمة، والدعاية عادة تُعلن من الجهة صاحبة السلعة كـ (عندما ترى إعلان أمام أو داخل محل أو بمقر شركة أو قطاع بمجال التسويق)، لذلك فإن الدعاية تستهدف شريحة معينة، أما الإعلان فهو يوجه إلى أغلب الشرائح والفئات، مما يعني بأنه أكثر شمولاً وعمومية من الدعاية.
-الإعلام: إضافة إلى دوره على نشر الأخبار والمعلومات الترويجية(والذي يؤديه الإعلان)، فإنه يعمل على تكوين الرأي العام بواسطة قنوات يبث من خلالها أطروحات علمية وكذلك الآراء الفكرية ودراسات تحليلية بمجالات معرفية متعددة، فيقدم المعلومات والأنباء الصادقة والدقيقة، المنسجمة مع عن ميول وقيم واتجاهات الأفراد بقصد التأثير بهم، ناهيك عن دوره الكبير في النمو الاجتماعي والتغيير في الحراك الثقافي للمجتمعات وتعزيز الإرث الحضاري ونقله عبر الأجيال.
- الخلاصة:
الإعلان، هو مجرد قناة تقتصر مهمتها على خلق مزاج لفئة معينة من إغرائها باقتناء سلعة أو الجذب إلى خدمة من خلال الترويج لهذه السلعة أو تلك الخدمة، مستعيناً بالدعاية لتحقيق هذا المأرب.
أما الإعلام، فهو أشمل وأوسع من الإعلان، إذ إن الإعلان مجال من مجالات الإعلام ومهامه، كما إن هدفه إحداث تأثير على كافة شرائح المجتمع، وهو ليس كالإعلان الذي يستهدف فئة معين، إضافة إلا أن المنظومة الإعلامية تنتهج الرؤية الاستراتيجية في طرحها ، ولا تقتصر على مدة زمنية محددة كالإعلان.
وهذا الخلط في المفهوم إلى ذكرناه آنفاً يتضح كذلك في الإجراء التطبيقي على أرض الواقع، فنجد بعض منصات التواصل الاجتماعي، تعد نفسها كقنوات إعلامية في الوقت الذي لا يتعدى دورها إلا منصة إعلانية فقط..