بقلم الأستاذ: عبدلله بورشيد
ما دعاني لكتابة هذه السطور هو انتشار فيديو تحت عنوان:
" الحساوية ما خلو شيء بالتمر. احلبوا النخلة وطلعوا منها كل شيء"
وهنا أتحدث عن شاهي السعف بالتحديد.
هذه الفكرة كانت قد طرحت من قبل المهندس علي ملا أحمد الشيخ أحمد قبل أربع سنوات في متحف الجرداسي الزراعي، وقام بتطبيق الفكرة صاحب المتحف الأستاذ علي حسين عبدالجبار. تناولنا هذا المشروب واستحسننا طعمه، وتم تحضيره أكثر من مرة، لكن لم يجد له أحد يتبناه أو يروج له بشكل جاد.
ومن المفارقات أنه تم تسويق هذا الشاهي لاحقاً تحت علامة تجارية، بعد أن حصل على التصريح من هيئة الغذاء والدواء. في الحقيقة، تذوقت طعمه مؤخراً في مهرجان النخلة في الأحساء، وكان نفس الطعم الذي تذوقناه قبل أربع سنوات في الجرداسي. وقد أفاد المهندس علي الشيخ أحمد بالقيمة الغذائية لهذا المشروب، حيث يحتوي على العديد من المعادن المهمة.
وهنا يظهر الفرق بين الأحساء والقطيف. في الأحساء، لديهم قدرة تسويقية قوية عبر وسائل الإعلام المتنوعة، فضلاً عن خط إنتاج قابل للتسويق يعكس استحسان الكثير من المستهلكين. أما القطيف، فلا زالت في حالة من الجمود وعدم المبادرة في تطوير الأفكار المحلية وتسويقها.
إنّ هذا الفرق ليس مجرد مسألة تسويقية، بل هو انعكاس لمفهوم المبادرة والابتكار. في القطيف، هناك العديد من الأفكار التي يمكن أن تغير المشهد المحلي إذا تم العمل على تطويرها وتنفيذها، لكن يبقى السؤال: هل نحن مستعدون للقيام بالخطوات اللازمة لتحقيق ذلك؟
إن الاستجابة للأفكار المبدعة وتفعيلها هو ما يصنع الفرق بين النجاح والركود. لا يمكننا أن ننتظر حتى ينقلون الآخرون أفكارنا أو يطورونها نيابةً عنا. علينا أن نكون نحن المبادرين، ونعمل على تحويل أفكارنا إلى مشاريع واقعية، تساهم في تنمية المجتمع وتعكس إبداعنا الثقافي المحلي.
خاتمة:
ما يمكن استنتاجه من هذه التجربة هو أن قوة التنفيذ والتسويق الفعال يمكن أن تفتح الأبواب لتبني الأفكار المحلية وتوسيع تأثيرها. لذا، ليس المهم أن تكون لديك فكرة مبدعة فقط، بل أن تكون لديك الجرأة لتنفيذها ودعمها بالشكل الصحيح. القطيف مليئة بالكفاءات والموارد التي يمكن أن تحقق نجاحات مماثلة، فقط نحتاج إلى التشجيع والمبادرة لتحويل الأفكار إلى واقع.