قدّمت ابنة العوامية، الفنانة التشكيلية زهراء محمد صالح هنيدي، عملًا فنيًا بعنوان «مريم»، ضمن مشاركتها في معرض «روازن 5» بدار نورة الموسى للثقافة والفنون بالأحساء، لتجسّد من خلاله ذكرى والدتها الراحلة.
وبحسب ما أورده موقع القطيف اليوم، صوّرت هنيدي في لوحتها امرأة تصنع قلائد الورد والريحان، كما اعتادت الأمهات في الماضي خلال الأعياد والمناسبات، في إيماءة بصرية تعبّر عن الحنين والمحبة.
اتسم العمل باستخدام ألوان جريئة وتدرجات متباينة، حيث برز الأخضر والأحمر في مشهد القلائد، متوازنًا مع خلفيات من الأزرق والبنفسجي، في تناغم يربط بين عبق الطبيعة وهدوء الروح. كما برزت حركة اليدين وهي تنسج الخيوط النباتية، في دلالة رمزية على العطاء والدفء.
وعبّرت الفنانة عن عملها بقولها: «رسمتُ امرأة وكأنها أمي، تصنع قلائد الورد والريحان كما كان في زمانها للمناسبات والأعياد»، مشيرةً إلى أن اللوحة تمثل محاولة للاحتفاظ برائحة الماضي وصوت الأم ويديها الممدودتين بالعطاء.
تجاوزت لوحة «مريم» البعد الشخصي لتتحول إلى رمز جمعي يستحضر دور المرأة في صياغة تفاصيل المناسبات الاجتماعية، بما تحمله من رموز جمالية بسيطة وراسخة.
يُذكر أن النسخة الخامسة من معرض «روازن» جمعت 45 فنانًا وفنانة من القطيف، قدّموا أعمالًا بمقاس (50×50)، تنوّعت بين التجريد والبورتريه والزخرفة، مستوحية اسمها من «الروزنة» الشعبية القديمة التي مثّلت نافذة صغيرة على عوالم واسعة من الإبداع.