في لحظةٍ مفعمةٍ بالحنين والوفاء، وفي مشهدٍ تفيض منه القيم النبيلة، قصد طلاب مدرسة العوامية المتوسطة منزل أستاذهم الفاضل والمربي القدير عبد الحميد بن أحمد الخميس (أبو مازن)، يحملون في قلوبهم امتنان أربعة عقودٍ من الذكريات والعلم والتربية، حيث لم تُنسِهم السنوات طيبَ أثره ولا عظيم فضله.
كان اللقاء أكثر من زيارةٍ عابرة؛ كان استعادةً لجمال البدايات، ووقفةَ وفاءٍ في زمنٍ يندر فيه الوفاء. جلس الأب المربي بين أبنائه الذين كبروا، وما زالوا يرونه كما كان: الأبَ والقدوةَ والمعلّمَ الذي غرس فيهم حبَّ العلم، وربّى فيهم القيم والأخلاق.
تحدثوا إليه بصدق المشاعر، وتلألأت العيون بدموعٍ دافئةٍ تترجم ما عجزت الكلمات عن قوله. عبّروا عن امتنانهم لما قدّمه من إخلاصٍ وتفانٍ، وعن مكانته التي لا تُقاس بسنوات الخدمة، بل بما تركه فيهم من أثرٍ خالدٍ وسيرةٍ تربويةٍ لا تُمحى.
وقد ضم وفد الزيارة كلًّا من أبنائه وطلابه:
محمد بن عبد العظيم المحسن، السيد عدنان بن سعيد الشاخوري، زيد بن علي آل الشيخ، منتظر بن حسين آل ربح، ومحمد بن جعفر الشيخ،
وجاءت الزيارة بتنسيق كلٌّ من الأستاذ عصام بن حسين الشيخ عبد الكريم الفرج، والأستاذ محمد بن عبدالعظيم المحسن، ورافقهم في هذا اللقاء الوجداني المهندس حسن بن عبدالله آل لباد رئيس جمعية العوامية الخيرية للخدمات الاجتماعية، ونائبه الأستاذ ناجي بن وهب الفرج، إلى جانب الأستاذ مؤيد بن عبدالله السويكت مدير مدرسة العوامية المتوسطة.
كانت الكلمات التي خُتمت بها الزيارة دعاءً من القلوب: أن يمدّ الله أستاذهم بوافر الصحة والعافية، وأن يُطيل عمره في خيرٍ وعطاء، جزاءً لما قدّمه من علمٍ وتربيةٍ صادقةٍ سيبقى صداها ممتدًا في الأجيال ما حييت.
فالأستاذ عبد الحميد الخميس لم يكن يومًا مجرد معلمٍ يشرح درسًا، بل كان حياةً تُدرَّس، وسيرةً من النقاء تستحق أن تُروى على مرّ السنين.