في إنجاز نوعي يعكس مسيرة نصف قرن من العطاء، ويؤسس لمرحلة جديدة من التميز المؤسسي، اعتمدت الهيئة السعودية للملكية الفكرية رسميًا الهوية البصرية الجديدة لجمعية العوامية الخيرية، لتخطو بذلك الجمعية نحو مستقبل أكثر وضوحًا واستدامة.
وتُعد الهوية الجديدة ثمرة رحلة عمل امتدت لأشهر من البحث، والدراسة، والعصف الذهني، شارك فيها مجلس الإدارة واللجان المتخصصة، بهدف صياغة هوية حديثة تعبّر عن عراقة الجمعية التي تأسست عام 1970م، كواحدة من أوائل الجمعيات الخيرية المسجلة في المملكة (برقم 11)، وتعكس رسالتها الإنسانية والاجتماعية المتجددة.
وانطلاقًا من حرص الجمعية على حماية منجزها المؤسسي وتعزيز حضورها القانوني والإعلامي، فقد بادرت إلى تسجيل هويتها الجديدة لدى الهيئة السعودية للملكية الفكرية، ضمانًا لحفظ حقوقها ومنع أي استخدام غير مشروع، وتوثيقًا رسميًا يعكس مكانتها الريادية في القطاع غير الربحي. كما يأتي هذا الإجراء انسجامًا مع أفضل الممارسات المؤسسية، بما يعزز الثقة المجتمعية، ويمكّن الجمعية من التوسع في أنشطتها ومبادراتها بهوية محمية ومعتمدة تواكب متطلبات الحوكمة ومستهدفات رؤية المملكة 2030.
وتحمل الهوية الجديدة رمزية بصرية عميقة تجمع بين عناصر متداخلة تعكس جوهر الجمعية ورسالتها؛ إذ تجسد الورقة مفهوم العطاء المجتمعي والتماسك الاجتماعي، بينما يُعبّر الشكل الهندسي “المُعين” عن الإنسان الذي يُشكّل محور العمل الخيري، سواء كان مستفيدًا أو متطوعًا أو متبرعًا أو شريكًا في مسيرة الخير. وتمتد الأيادي في التصميم لتعكس روح الاحتضان والتكافل، كأنها بذور مغروسة في أرض الجمعية تنمو لتصنع أثرًا ملموسًا في حياة الأفراد. كما يظهر في الشعار التاريخ والرقم الرسمي في إشارة إلى عراقة الجمعية ومكانتها كواحدة من أوائل الجهات الخيرية المرخصة في المملكة، فيما تعكس الألوان المختارة—الأخضر والبني—هوية الأرض والإنسان؛ فالأخضر يرمز إلى النمو والاستدامة والعطاء المتجدد، بينما يجسد البني الجذور الإنسانية والمجتمعية الراسخة.
وأكد مجلس إدارة الجمعية أن اعتماد الهوية الجديدة لا يُعد تغييرًا شكليًا فحسب، بل هو رسالة واضحة بأن الجمعية تمضي بخطى واثقة نحو المستقبل، بهوية أكثر وضوحًا وعصرية، تعزز حضورها المؤسسي، وتفتح آفاقًا أوسع للعمل الخيري المستدام، بما يتسق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وبهذا الإنجاز، تُجدد جمعية العوامية الخيرية التزامها بأن تظل منارة عطاء، وبيتًا جامعًا لمجتمعها، راسخة بجذورها، ومنفتحة على مستقبل أكثر إشراقًا.
